هزيمة الحلم الأول

لم ينسَ أبدًا يوم ظهور نتيجة الثانوية العامة، وكم كانت سعادة أمه كبيرة وهي تحتضنه وتبشره بحصوله على مجموع 96%!.. كانت دموع الفرحة في عين والده هي الجائزة الكبرى التي نالها خالد بعدما اجتهد وأخلص وتفوّق!.. يومها، فاجأ والديه عندما اختار الالتحاق بكلية الحقوق من أجل تحقيق حلمه في العمل بالنيابة العامة، لم يستسلم لنصائح وتحذيرات والده الذي ظل يضرب له الأمثلة عن أناس يعرفهم فشلوا في الوصول والعمل في النيابة رغم تفوقهم بسبب عدم وجود «واسطة».

دار نقاش طويل بينهما، تمسك فيه خالد بتأكيده على عدم قدرته على العمل في وظيفة أخرى، وردد أكثر من مرة حُجّته بأن التفوق في الكلية سيفتح له الباب للالتحاق بالنيابة، كان خالد يتحدث بحماس لمحه والده في عينيه، وهو الذي كان يعرف تفاؤل ابنه الدائم.. ورغم إدراكه أن حماس ابنه يفتقر لخبرة الحياة، قرر أن يعيد عليه تحذيراته مرة أخرى قبل أن ينهي الحوار باحتضانه وتشجيعه على أن يمضي في طريقه الذي اختاره، موافقًا على أن يتقدم خالد إلى كلية الحقوق وهو يردد بنبرة لا تخلو من انكسار: «لعل الله يُحدِث بعد ذلك أمرًا».

هل يعمل خالد بالنيابة العامة؟..

الإجابة لدى الروائي عمرو بدر في «هزيمة الحلم الأول» روايته الأولى بين يديك.